يعتقد الكثيرون أن الأطعمة الحارة تؤدي إلى تضرر براعم التذوق في اللسان مع تقدمنا في العمر، ولكن دراسة جديدة تنفي هذا الاعتقاد الشائع.
وأوضح الباحثون أن التوابل الحارة لا تتفاعل مع مستقبلات الذوق في أفواهنا، ولكن مع مستقبلات الحرارة. وفي الواقع، يمكن للأطعمة الغنية بالتوابل أن تهدئ من نشاطك وتنعشك في يوم صيفي حار، وتزيد من عملية الأيض وتساعد على تقوية جهاز المناعة.
وعند تناول الأطعمة الغنية بالتوابل، خاصة عندما يتعلق الأمر بالفلفل الحار، فإنك تتأثر بمركب كيميائي يعرف باسم capsaicin، يوجد في أنسجة البذور والأغشية الداخلية للفلفل.
ويرتبط هذا المركب بمستقبلات الألم في الفم، المعروفة بـ TRPV1، والتي ترسل إشارات تحذير إلى الدماغ بأن هناك حرارة مؤلمة في الفم، مثل النار.
ولم تكن هذه المستقبلات مصممة للكشف عن capsaicin، بل لمنعنا من تناول الطعام الذي يمكن أن يحرق أفواهنا من الداخل. لذا يبدأ الجسم بالعمل على تبريد نفسه عن طريق التعرق، وتدفق الدم إلى الوجه وحتى انهمار الدمع من العيون أو سيلان الأنف.
وعلى الرغم من الألم، يشعر بعض الناس في كثير من الأحيان بالنشوة بعد تناول الأطعمة الغنية بالتوابل الحارة، لأن capsaicin يحفز إشارات في الدماغ، تصدر ناقلين عصبيين: الإندورفين والدوبامين.
ويساعد الإندورفين على تخفيف الألم ويجعلك تشعر بالسعادة، بينما يلعب الدوبامين دورا هاما في إحساسنا بالمكافأة.
وبطبيعة الحال، فإن تناول الأطعمة الغنية بالتوابل يعزز قدرتك على تحملها، حتى لا تتفاعل المستقبلات العصبية بالقوة نفسها عندما تتلامس مع capsaicin.
ويقول الدكتور، بول بوسلاند، مدير معهد Chile Pepper في جامعة ولاية نيو مكسيكو، إن تخدر الفم هو طريقة الجسم لحماية نفسه من الألم، وما يحدث هو أن "مستقبلات الذوق ترسل إشارة إلى عقلك بأن هناك ألما في شكل سخونة أو حرارة، وهنا يبدأ دماغك بإنتاج الإندروفين للحد من هذا الألم الذي يسبب الخدر".
وتجدر الإشارة إلى أن بعض الأطعمة الباردة تعمل على تبريد درجة حرارتك الداخلية بسرعة كبيرة، ما يؤدي إلى رفع درجة حرارة الجسم. ولكن الأطعمة الغنية بالتوابل الحارة ترفع درجة حرارة جسمك، لتتناسب مع درجة الحرارة الخارجية وتبدأ بالتعرق.
وبمجرد أن تتبخر رطوبة الجسم، يمكن أن يشعر الفرد بانخفاض الحرارة والانتعاش تدريجيا.
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء